بحثت عنك

بحثت عنك في كل الدروب .. فتشت كل المغارات والكهوف .. لم أجدك يا مالك الوجدان .. يا سيّدي يا مؤنس الفؤاد .. أرسلتني للعالم المفقود .. لكوكبٍ تاريخه مجهول .. بوصلتي لا تعرف التحديد .. سهمها في حيرة يدور .. بحثت عنك في كل السهول .. فوق الجبال وبين أنصاف الجسور .. تبعت صداك لأبعد الحدود .. لبلدةٍ عظيمة معدومة البيوت .. بحثت عنك في كل الأزمان .. بعد الشتاء وقبل كل الفصول .. غسق الخريف يجدد الأشواق .. رياح الربيع تعصفها الذكريات .. أبحث عنك منذ سبعة أعوام .. تائهة أنا في بر الحرمان .. متى تعود ليتيم الأحضان .. متى اللقاء متى تخمد النيران .. اشتقت لصوتك العذب الشجي .. للون عينيك الرماديتين .. اشتقت لثرثرتك في الصباحات .. لهدوئك الغامض في المساءات .. اشتقت لرائحة عطرك المخزوم .. لطبعك الغجري في التدليل .. لم ألتقي بمثلنا إثنين .. لا الرجال رجال والا النساء نساء .. بحثت عنك في عمق الغابات .. في كوخنا المسكون بالضحكات .. تحت الصنوبرة العظيمة الأغصان .. حيث النزوات وجملة النظرات .. اشتقت إليك وانت لا تشتاق .. بحثت عنك وانت لا تأبه بالسؤال .. أصحيحٌ أنك تحت الأنقاذ .. أم أنني أنا فوق السحاب .. بحثت ولن تيئس الأشواق .. اشتقت ولن امنع اللقاء .. سأنتظرك في كل الأوقات .. سأبقى هناك .. دائماً أشتاق ..

ليست هناك تعليقات: