أنا في الكون إمرأةٌ . .
لا أشبه غير عناقيد الأكوان . .
في عيني تبرق نجماتٌ . .
تأسرني عن كل الشهوات . .
تتدلّى من فاهي حروفٌ . .
تنقشها أقلام الكتّاب . .
غيماتٌ تمطر تاريخي . .
تُزهِرها صحراء الكتمان . .
أنا إمرأةٌ ساكنةٌ . .
تعشقني ثرثرة الأزمان . .
تسرُدني أقلام العظماء . .
تقرئني لوحات الأطفال . .
لا حرفٌ يشبه أسراري . .
لا سرٌ تجهلهُ الكلمات . .
تنثرني قارئةٌ الودع . .
تُبصرني أبيات الشعراء . .
أنا إمرأةٌ تائهةٌ . .
هاجرت لشرق الأرض وغرب سماوات الأوطان . .
عَصفتني في الكون رياحٌ . .
طرحتني خلف براكين الأفلاك . .
هزّتني زلزلت الموت . .
فجعتني في الدنيا الغيبات . .
أحيَتني قُبلات القدر . .
داوتني أحضان الأزمات . .
أنا إمرأةٌ غارقةٌ . .
أمواجي الحب وبحر العشق هو النسيان . .
أبحرت وفي قلبي دُررٌ . .
أغنتني عن لبس المرجان . .
بحثت كثيراً عن نفسي . .
حطّمت مجاديفي العوْجاء . .
لم أُدرك يوماً مينائي . .
أدركني القاع بلا استئذان . .
أنا إمرأةٌ متيّمةٌ . .
أحزنني الحب وأسقاني ألطف حرمان . .
قنديلي وجهٌ قمرىٌّ . .
سُمرتهُ من لون الشّطئان . .
أحببت وفي قلبي بشرٌ . .
أغناني عن عشق الغلمان . .
لا رجلٌ يلمع في عيني . .
لا ملجأ من فيض الهجران . .
أنا إمرأةٌ نادرةٌ . .
من عصر الإغريق الساكن خلف كثبان الوديان . .
أرهقني البحث وفي عُمقي . .
خيباتٌ من صنع الوجدان . .
تخدعني همساتُ الليل . .
تُسكِنني واحات الأشجان . .
تُرغِمني قصّ ضفيراتي . .
تُرسِلها للمنفى النسمات . .
أنا إمرأةٌ حالمةٌ . .
عنواني الحب وجدراني قصص من وحي الهذيان . .
أحببت وفي قلبي نهرٌ . .
مجراهُ الأرض وبعض مجرات الأفلاج . .
همساتٌ تصنع تاريخي . .
تُحييني أجراس اللمسات . .
يغشاني يمٌّ ذا زهرٍ . .
وعبيرٌ من ريق الأحباب . .
أنا إمرأةٌ مغرمةٌ . .
في الحب تناديني الكلمات . .
قدري مرسومٌ بالشوك . .
لا أحفظ غير حكايات العشاق . .
أنا مدرسةٌ في الحب . .
مِنهاجي يدرسُه الفقهاء . .
يغنيني الحب عن الزّاد . .
زادي في العمر هو الهيمان . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق