خلود ابراهيم سعيد
الحُلُم الجَميل
أنا إمرأةٌ أعرفُ الحبَّ جيداً ..
لكني لا أُحب ..
بعيدةٌ دروبُ الهوى عنِّي ..
وأنا القريبةُ من الحُب ..
حُزيران يا شهر الشَّمسِ ..
مالكَ ومال الحُب ..
تسوقُهُ سوْقاً لقلبي ..
دون إذنٍ دونَ أَمر ..
فِكري انتفَضْ ..
عقلي ذُهِل ..
أَ حُلمٌ هو ..
أم أنَّهُ الحقّ ..
لا أدري أينَ المَفر ..
ماذا جرى ماذا أقول ..
خُلقٌ جميل ..
صوتٌ جميل ..
وجهٌ جميل ..
يوسفٌ يوسُفيٌّ مُستوْفِيٌّ ..
وسَّف الشَّوك عن القلب ..
من قال أنِّي لا أُحب ..
الآن حَصْحصَ الحقّ ..
والحقُّ حقٌ ..
إني أنا العنقاءُ والحبُّ فرض ..
إنِّي أُحِب ..
بعمقٍ أُحِب ..
بعُنفٍ أُحِب ..
وخضعت ..
لهُ في الحُب خضَعت ..
واستسلمت ..
من قال قلبي لا يُحِب ..
غارقٌ هُو ..
في بحرِ الهوى ..
يا ذَا الهوى ..
يا كل أسبابِ الهوى ..
قلبي يُحب ..
يا من غزوْتَ خلوتي ..
إنِّي أُحِب ..
يا غيمةً أبعَدتني عن حدودِ الشَّمس ..
صِدقاً أُحِب ..
يا حُلُمي الجميل ..
أَ حلمٌ أنتَ ..
أمْ أنَّك العِشق ..
أَ بشرٌ أنتَ ..
أمْ ملاكٌ على هيئةِ حُب ..
قُل لي بربِّك ..
ماذا بي فعلت ..
من أينَ جِئْت ..
كيفَ في دُروبي ظهَرت ..
نُسخةً أنتَ من خيالي ..
وخيالي بعيدٌ عن الأرض ..
متى وُلدت ..
متى في هذا الكونِ كبُرت ..
ولمْ أَلحظكَ ..
لم أسمع يوماً عنكَ ..
أَ صُدفةٌ تجمَعُنا ..
لا ..
إنِّي بالصُدفِ غير مؤمِنةٍ ..
مؤمِنةٌ أنا بالرَّب ..
أحييتَني ..
أسعَدتني ..
أشعلتَ في قَلبي الحُب ..
يا من أزحتَ غُبار الصَّيف عن قلبي ..
وسكنتَ فيهِ ..
سكنتني ..
يا أعذبَ الحُب ..
سنلتقي ..
لا ريبَ في الأمر ..
سنتصافحُ ..
باليدينِ والعينينِ واللَّهفتين ..
سنستريح ..
من عناءِ الفراقِ والكدّ ..
سنضحك ..
كيفَ كُنَّا بينَ تِرحالٍ وحِل ..
سنصمِت ..
فالروحُ مُشتاقةٌ كما القلب ..
أيُّها القَدر الرَّحيم ..
ما أعظمكَ ..
ما أروعكَ ..
يا سيِّدي ما أعذَبكَ ..
يا حاجَتي ..
يا كُل حاجاتي ..
يا غايتي ..
خُذني إِليكَ حبيبةً ..
خُذني إلى ذاك الوطَن ..
خُذني لقلبكَ ..
اسكِنِّي بين الحنايا والمُقل ..
خُذني إليكَ ..
عانِقني ..
قبِّلني فوق الجبينِ والثَّغر ..
داعِبني ..
طوِّق الجسد الطريَّ ..
بالذِّراعينِ ..
ثُم أحكِمِ القيْد ..
لملِمني ..
لتستريحَ جوارِحي ..
ضُمَّني ..
وانسى أنَّني هُناك ..
على صدرِكَ ..
نائِمةٌ ..
حتى آخر العُمر ..
رَمَضَانْ
تمهَّل ..
يا شهر الصِّيامِ ..
لا ترحل ..
قد جِئتَ بالأمسِ ..
مُهلِّلاً ..
ضاحِكاً مُستبشِراً ..
واليومَ ها أنتَ ..
للرَّحيلِ حزمتَ أمتِعتكَ ..
مُتأهِّباً ..
تُلملِمُ البركاتَ والنِّعم ..
تشُدُّ الرِّحال عنَّا ..
للوداعِ تستأذِن ..
ما كُنتَ ضيفاً ..
نحنُ الضيوفُ وأنتَ المَسكَن ..
تمهَّل ..
يا حُصن عقيدتِنا ..
يا منهَل الخيرِ ..
من غيْركَ عن أجرِنا لا يَبْخَل ..
الصُّبحُ تُكرِمُنا بأجرٍ ..
وفي الليلِ ثوابُنا أعظم ..
حتى شمسُكَ ..
تُشرِقُ في حذرٍ ..
عن حرِّها ساعةَ الصَّوم ..
تستغْفِر ..
وحين يحين غروبُها ..
تهدَأ ..
للسماءِ تتبسَّم ..
تُلقي التحيَّةَ في خجلٍ ..
وتغيبُ خلفَ القِمَم ..
تمهَّل ..
يا شهر الرحمةِ ..
قد جِئتَ إلينا مُشتاقاً ..
للطاعةِ ..
والكُلُّ مُسخَّر ..
آياتُ اللَّهِ نُرتِّلُها ..
والأجرُ كبيرٌ لا يَنقص ..
يا شهرَ المغفِرة الكُبرى ..
عُذراً يا شهرُ ..
فذُنوبي لا عدَّ لها ..
والعشمُ بعفوِكَ مُستوْجَب ..
يا شهرَ العِتقِ ..
خُذ بيَدي ..
فالشَّوقُ لهُ نارٌ تحرِق ..
خُذني ..
ليليتِكَ العُظمى ..
خُذني للجنةِ والأَنهُر ..
خُذني يا شهرُ ..
داوِني ..
أنا العليلةُ ..
وأنتَ الشِّفاءُ وأنتَ الأَمل ..
تمهَّل ..
يا شهراً تجري في عجلٍ ..
تغمُرُنا باللُّطفِ ..
وتَرحَل ..
أمهِلني أطلُبُ حاجاتي ..
فأنا المُحتاجةُ ..
وأنتَ الكَرم ..
حاجاتي أمنٌ وأمانٌ ..
وسكينَةَ قلبٍ مُتضرِّع ..
ارزقني عافية الدُّنيا ..
وجِناناً عاليةً جداً ..
يا شهراً سوفَ تُودِّعُني ..
وأنا المُشتاقةُ لا أنتَ ..
سأَعيشُ فصولاً وشهوراً ..
أترقَّبُ عَوْداً محموداً ..
عوداً لعزيزٍ مُستعجِل ..
يا شهر الخيرِ ..
يا شهراً عن دهرٍ يُغني ..
يا أغنى ثرواتِ الأرضِ ..
حمداً للهِ على الهَدْيِ ..
حمداً للهِ أنا مُسْلِم ..
رمضان ..
يا شهر الله ..
تمهَّل ..
قررت أن أرحل
قررت أن أرحل ..
أن أتحرر ..
أن أعيش كما يعيش البشر ..
أن أتنفس كل يوم ..
أن أرى بِعيناي وأسمع الأصوات ..
أن أتحسس الحياة ..
قررت أن أكون أنا ..
فأنا بحبك لم أشعر إلا بالحزن والألم ..
قررت أن أرحل ..
دون مقدماتٍ هكذا أفضل ..
سأغيب عنك ولن أغيب عن الهوى ..
فالهوى طُهرٌ ..
وأنا للطُّهرِ أقرب ..
ومن الطُّهر أنت الأبعد ..
والأجهل ..
هكذا بقربك كُنت ..
لهذا قررت أن أرحل ..
أحببتك كما لو أنني وحدي من يُحب ..
دون البشر ..
أحببتك عدد حبات الرمل ..
عدد أشجار الصحراء ..
عدد غيمات الشتاء ..
عدد النجمات النائمات في صدر السماء ..
أحببتك عدد كل شيء ..
وأكثر من كل شيء ..
أحببتك كما لا ينبغي أن أحب ..
لكنني أحببتك ..
رأيتُ الشمس تشرِقُ من عينيكَ ..
بارِدةً كالثلج ..
وفي المساءِ كعادتِها تغيب في عينيكَ ..
عُنوانها كنت ..
أو هكذا أنا ظننت حين ظننت ..
ليتني ما ظننت ..
أحببتك أكثر مما تحب النساء في الكون ..
رغم الغبار العالِق وسط قلبك ..
أحببت شيئاً لم أجِده ..
أحببت إسمك ..
ورسمك ..
ولونك ..
وعنوانك الذي يحفظك ..
أحببتك حتى سكنني ليل الشتاء ..
وفي حضرة الليلِ لم أجدك ..
أحببتك حتى نسيت أن لنفسي حقٌ عليَّ ..
كي أحبّها أكثر منكَ ..
وعدتني أن تبقى ..
ثم عن الوعد تراجعت ..
ما كُنتَ للوعدِ باراً وما صدقت ..
وعدتك أن أبقى ..
وغبية كنت حين وفيت ..
علموني حِفظ العهود وما أخبروني أعاهِد مَن ..
رحلت أنت وأنا وحيدةً بقيت ..
لا ضعفتُ ولا جبُنت ..
وفيةً كنت ..
كما عهدتني بقيت ..
واليوم أحمد الله بأنني تحررت منك ..
قررت أن أرحل ..
قبل بزوغ نهار الغد ..
سأرحل ..
بعيداً حيث لا توجد أنت ..
وأعِدك أن لا أعود ..
إني أمام الناس أعلِنها ..
لن أعود ..
أعِدك ..
وأنا لست مثلك ..
في الوعدِ صادقةٌ لا أكذِب ..
لا تتوسلني الرجوع ..
فما كنت للحب مخلصاً ولا صدقت ..
كنت مغروراً لأني أحبك ..
واليوم قلبي يتبرأ منك ..
قررت أن أرحل ..
أن أكون كما كنت ..
أن أعيش بلا شمس عينيك ..
أن أشعر بدِفئ الصيف ..
أن أكتب للعشاق الأوفياء لا عنك ..
أن أغني وأرقص وأفرح ..
بصوتٍ عالٍ سأضحك ..
ولا تقلق ..
فأنا أبداً لن أتذكرك ..
حتى في دفتر ذكرياتي لن أجدك ..
اليوم أحرقت رفاق سنيني ..
ومحَوت دمعاتي ..
اليوم استنشقت نفسي ..
زرعت في الكون بذور إسمي ..
ترعرعت من جديد ..
تنفست ..
قررت أن أرحل ..
أن أشفى ..
أن أكون جميلةً كما كنت ..
أن أحب من جديد ..
أن أعشق وأهوى وأُغرم ..
قُل لي بِربكَ ..
أمِثلي إمرأةٌ في الكونِ تحب ..
إن كان للحب عنوان ..
فحتماً هو عنواني أنا ..
سأرحل ..
لأني بحاجة لأن أحب ..
سأرحل ..
لأن الحب هِبةٌ تستحق الحياة ..
سأرحل ..
سأرحل ..
وأحب مرة أخرى ..
كما أنا أحببتكَ ..
وأكثر ..
أن أتحرر ..
أن أعيش كما يعيش البشر ..
أن أتنفس كل يوم ..
أن أرى بِعيناي وأسمع الأصوات ..
أن أتحسس الحياة ..
قررت أن أكون أنا ..
فأنا بحبك لم أشعر إلا بالحزن والألم ..
قررت أن أرحل ..
دون مقدماتٍ هكذا أفضل ..
سأغيب عنك ولن أغيب عن الهوى ..
فالهوى طُهرٌ ..
وأنا للطُّهرِ أقرب ..
ومن الطُّهر أنت الأبعد ..
والأجهل ..
هكذا بقربك كُنت ..
لهذا قررت أن أرحل ..
أحببتك كما لو أنني وحدي من يُحب ..
دون البشر ..
أحببتك عدد حبات الرمل ..
عدد أشجار الصحراء ..
عدد غيمات الشتاء ..
عدد النجمات النائمات في صدر السماء ..
أحببتك عدد كل شيء ..
وأكثر من كل شيء ..
أحببتك كما لا ينبغي أن أحب ..
لكنني أحببتك ..
رأيتُ الشمس تشرِقُ من عينيكَ ..
بارِدةً كالثلج ..
وفي المساءِ كعادتِها تغيب في عينيكَ ..
عُنوانها كنت ..
أو هكذا أنا ظننت حين ظننت ..
ليتني ما ظننت ..
أحببتك أكثر مما تحب النساء في الكون ..
رغم الغبار العالِق وسط قلبك ..
أحببت شيئاً لم أجِده ..
أحببت إسمك ..
ورسمك ..
ولونك ..
وعنوانك الذي يحفظك ..
أحببتك حتى سكنني ليل الشتاء ..
وفي حضرة الليلِ لم أجدك ..
أحببتك حتى نسيت أن لنفسي حقٌ عليَّ ..
كي أحبّها أكثر منكَ ..
وعدتني أن تبقى ..
ثم عن الوعد تراجعت ..
ما كُنتَ للوعدِ باراً وما صدقت ..
وعدتك أن أبقى ..
وغبية كنت حين وفيت ..
علموني حِفظ العهود وما أخبروني أعاهِد مَن ..
رحلت أنت وأنا وحيدةً بقيت ..
لا ضعفتُ ولا جبُنت ..
وفيةً كنت ..
كما عهدتني بقيت ..
واليوم أحمد الله بأنني تحررت منك ..
قررت أن أرحل ..
قبل بزوغ نهار الغد ..
سأرحل ..
بعيداً حيث لا توجد أنت ..
وأعِدك أن لا أعود ..
إني أمام الناس أعلِنها ..
لن أعود ..
أعِدك ..
وأنا لست مثلك ..
في الوعدِ صادقةٌ لا أكذِب ..
لا تتوسلني الرجوع ..
فما كنت للحب مخلصاً ولا صدقت ..
كنت مغروراً لأني أحبك ..
واليوم قلبي يتبرأ منك ..
قررت أن أرحل ..
أن أكون كما كنت ..
أن أعيش بلا شمس عينيك ..
أن أشعر بدِفئ الصيف ..
أن أكتب للعشاق الأوفياء لا عنك ..
أن أغني وأرقص وأفرح ..
بصوتٍ عالٍ سأضحك ..
ولا تقلق ..
فأنا أبداً لن أتذكرك ..
حتى في دفتر ذكرياتي لن أجدك ..
اليوم أحرقت رفاق سنيني ..
ومحَوت دمعاتي ..
اليوم استنشقت نفسي ..
زرعت في الكون بذور إسمي ..
ترعرعت من جديد ..
تنفست ..
قررت أن أرحل ..
أن أشفى ..
أن أكون جميلةً كما كنت ..
أن أحب من جديد ..
أن أعشق وأهوى وأُغرم ..
قُل لي بِربكَ ..
أمِثلي إمرأةٌ في الكونِ تحب ..
إن كان للحب عنوان ..
فحتماً هو عنواني أنا ..
سأرحل ..
لأني بحاجة لأن أحب ..
سأرحل ..
لأن الحب هِبةٌ تستحق الحياة ..
سأرحل ..
سأرحل ..
وأحب مرة أخرى ..
كما أنا أحببتكَ ..
وأكثر ..
أَحبّني بجنون
عُذراً لعقلك يا سمو العاقلين
عذراً لكوكبةٍ من العلم الوفير
أنا في العمر أحترم العقول
وأتوق لمعرفة الكثير من الأمور
وأميل للفِكر الغني بكل ألوان الفنون
لكنني في العشق لا أهوى القُصور
فـ أَحبّني بجنون ..
أعلنتُها سلفاً أمام العالمين
دون تحفّظ أو حياءٍ أو غرور
دون تقديرٍ لعاقِبةِ الجنون
أَحبّني بجنون ..
كغجريٍ لا يفقه تقاليد القصور
كعربيّ أسرف في عشقٍ ممنوع
كرضيعٍ حنَّ لظلمةِ رحمٍ آواهُ لتسعِ شهور
أَحبّني بجنون ..
كما لو كنتُ طوقَ نجاةٍ في يمٍ مهجور
كما لو كنتُ زئير شجاعتك المغرور
كما لو كنتُ مائك وزادك وراحتك وكل الحور
أَحبّني بجنون ..
اليوم أعلنت الحداد على العقول
وعليك أعلنت الجنون
لتُحبّني بجنون
بقوةٍ وجبروتٍ وحزمٍ شديد
بفراسةٍ وشجاعةٍ ونُبلٍ أصيل
أَحبّني بجنون ..
فأنا لن أعشق في الكون سوى مجنون . .
سيدي المُشتاق
يا سيدي . .
يا غارقاً في بحرِ أعماقي . .
يا شوقَ قلبي وحنيني . .
يا كُل أشيائي . .
من قال لا أشكو ألم الفُراق . .
الشمسُ تُشرق لا تُنير نهاري . .
والبدرُ سوداءَ خُيوطهُ . .
لا يهتدي بظلامهِ المُشتاقُ . .
والهجرُ يا محبوبي قارصٌ . .
بردهُ نخر العِظامُ . .
يا سيدي . .
يا باكِياً يشتاقُ قُربي . .
يا وافياً رُغم الفُراق . .
إخلع ثِياب الحزنِ يا محبوبي . .
قد حان وقتُ اللقاء . .
منْ أنتَ من دوني . .
منْ أنتَ يا أقسى الرجِال . .
من أنت يا طِفلاً ينادي . .
ضائعاً بين الأيادي . .
خائفاً بُعد الوِصال . .
أخطأتَ عُنوانَ النجاة . .
فكَشفْت بُركان الشّقاء . .
يا سيدي عُد للوَراء . .
القلبُ لا يقوى الجَفاء . .
والرّوحُ يُرهِقها العَناء . .
يا سيدي . .
يا عِطري المخزوم . .
يا ضِياء العينِ يا عيني . .
يا نبضَ أيامي . .
إشْتقتُ جداً للحياة . .
أغلِق أبوابَ العِناد . .
لا خيْر في دُنيا الهِجاء . .
الفرقُ بين الموتِ والفُراق . .
كفنٌ وثوبٌ أبيضٌ . .
وبيتٌ جُدرانهُ تُراب . .
يا سيدي . .
العِشقُ لحنٌ من وفاء . .
روحٌ تغنّي للغرام . .
وروحٌ تُدندنُ في صفاء . .
جنةٌ لا تعرفُ البُكاء . .
أعلنتُها للكونِ جِهاراً . .
عاشِقةٌ أنا إلى حدّ الجنونِ . .
مُتيّمةٌ أنا . .
وأنتَ بي مُتيمٌ . .
رُغم الفُراقِ قلوبُنا تشتاقُ . .
أنا إمرأةٌ
أنا في الكون إمرأةٌ . .
لا أشبه غير عناقيد الأكوان . .
في عيني تبرق نجماتٌ . .
تأسرني عن كل الشهوات . .
تتدلّى من فاهي حروفٌ . .
تنقشها أقلام الكتّاب . .
غيماتٌ تمطر تاريخي . .
تُزهِرها صحراء الكتمان . .
أنا إمرأةٌ ساكنةٌ . .
تعشقني ثرثرة الأزمان . .
تسرُدني أقلام العظماء . .
تقرئني لوحات الأطفال . .
لا حرفٌ يشبه أسراري . .
لا سرٌ تجهلهُ الكلمات . .
تنثرني قارئةٌ الودع . .
تُبصرني أبيات الشعراء . .
أنا إمرأةٌ تائهةٌ . .
هاجرت لشرق الأرض وغرب سماوات الأوطان . .
عَصفتني في الكون رياحٌ . .
طرحتني خلف براكين الأفلاك . .
هزّتني زلزلت الموت . .
فجعتني في الدنيا الغيبات . .
أحيَتني قُبلات القدر . .
داوتني أحضان الأزمات . .
أنا إمرأةٌ غارقةٌ . .
أمواجي الحب وبحر العشق هو النسيان . .
أبحرت وفي قلبي دُررٌ . .
أغنتني عن لبس المرجان . .
بحثت كثيراً عن نفسي . .
حطّمت مجاديفي العوْجاء . .
لم أُدرك يوماً مينائي . .
أدركني القاع بلا استئذان . .
أنا إمرأةٌ متيّمةٌ . .
أحزنني الحب وأسقاني ألطف حرمان . .
قنديلي وجهٌ قمرىٌّ . .
سُمرتهُ من لون الشّطئان . .
أحببت وفي قلبي بشرٌ . .
أغناني عن عشق الغلمان . .
لا رجلٌ يلمع في عيني . .
لا ملجأ من فيض الهجران . .
أنا إمرأةٌ نادرةٌ . .
من عصر الإغريق الساكن خلف كثبان الوديان . .
أرهقني البحث وفي عُمقي . .
خيباتٌ من صنع الوجدان . .
تخدعني همساتُ الليل . .
تُسكِنني واحات الأشجان . .
تُرغِمني قصّ ضفيراتي . .
تُرسِلها للمنفى النسمات . .
أنا إمرأةٌ حالمةٌ . .
عنواني الحب وجدراني قصص من وحي الهذيان . .
أحببت وفي قلبي نهرٌ . .
مجراهُ الأرض وبعض مجرات الأفلاج . .
همساتٌ تصنع تاريخي . .
تُحييني أجراس اللمسات . .
يغشاني يمٌّ ذا زهرٍ . .
وعبيرٌ من ريق الأحباب . .
أنا إمرأةٌ مغرمةٌ . .
في الحب تناديني الكلمات . .
قدري مرسومٌ بالشوك . .
لا أحفظ غير حكايات العشاق . .
أنا مدرسةٌ في الحب . .
مِنهاجي يدرسُه الفقهاء . .
يغنيني الحب عن الزّاد . .
زادي في العمر هو الهيمان . .
لا أشبه غير عناقيد الأكوان . .
في عيني تبرق نجماتٌ . .
تأسرني عن كل الشهوات . .
تتدلّى من فاهي حروفٌ . .
تنقشها أقلام الكتّاب . .
غيماتٌ تمطر تاريخي . .
تُزهِرها صحراء الكتمان . .
أنا إمرأةٌ ساكنةٌ . .
تعشقني ثرثرة الأزمان . .
تسرُدني أقلام العظماء . .
تقرئني لوحات الأطفال . .
لا حرفٌ يشبه أسراري . .
لا سرٌ تجهلهُ الكلمات . .
تنثرني قارئةٌ الودع . .
تُبصرني أبيات الشعراء . .
أنا إمرأةٌ تائهةٌ . .
هاجرت لشرق الأرض وغرب سماوات الأوطان . .
عَصفتني في الكون رياحٌ . .
طرحتني خلف براكين الأفلاك . .
هزّتني زلزلت الموت . .
فجعتني في الدنيا الغيبات . .
أحيَتني قُبلات القدر . .
داوتني أحضان الأزمات . .
أنا إمرأةٌ غارقةٌ . .
أمواجي الحب وبحر العشق هو النسيان . .
أبحرت وفي قلبي دُررٌ . .
أغنتني عن لبس المرجان . .
بحثت كثيراً عن نفسي . .
حطّمت مجاديفي العوْجاء . .
لم أُدرك يوماً مينائي . .
أدركني القاع بلا استئذان . .
أنا إمرأةٌ متيّمةٌ . .
أحزنني الحب وأسقاني ألطف حرمان . .
قنديلي وجهٌ قمرىٌّ . .
سُمرتهُ من لون الشّطئان . .
أحببت وفي قلبي بشرٌ . .
أغناني عن عشق الغلمان . .
لا رجلٌ يلمع في عيني . .
لا ملجأ من فيض الهجران . .
أنا إمرأةٌ نادرةٌ . .
من عصر الإغريق الساكن خلف كثبان الوديان . .
أرهقني البحث وفي عُمقي . .
خيباتٌ من صنع الوجدان . .
تخدعني همساتُ الليل . .
تُسكِنني واحات الأشجان . .
تُرغِمني قصّ ضفيراتي . .
تُرسِلها للمنفى النسمات . .
أنا إمرأةٌ حالمةٌ . .
عنواني الحب وجدراني قصص من وحي الهذيان . .
أحببت وفي قلبي نهرٌ . .
مجراهُ الأرض وبعض مجرات الأفلاج . .
همساتٌ تصنع تاريخي . .
تُحييني أجراس اللمسات . .
يغشاني يمٌّ ذا زهرٍ . .
وعبيرٌ من ريق الأحباب . .
أنا إمرأةٌ مغرمةٌ . .
في الحب تناديني الكلمات . .
قدري مرسومٌ بالشوك . .
لا أحفظ غير حكايات العشاق . .
أنا مدرسةٌ في الحب . .
مِنهاجي يدرسُه الفقهاء . .
يغنيني الحب عن الزّاد . .
زادي في العمر هو الهيمان . .
مرثيتي في الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم رحمه الله
يقولون أنك مُتّ . .
متى وُلدت . . !
متى عشت . . !
متى رويتنا من غدير عينيك . . !
متى رحلت . . !
يا قرة عين محمد . .
يا فاجعة هند . .
يا زهرةً ما استدلّت النحلات لرحيقك . .
متى حبوت . . !
متى مشيت . . !
متى كبرت . . !
متى . . !
لا أذكر تاريخ مولدك . .
بالأمس كان أم قبل ميلاد تاريخ وفاتك . .
ذاك الذي دوّنته قبل ساعات . .
حين أبلغوني أنك قد رحلت . .
أبكيت أبيك . .
أبكيت والدك . .
أتدري من هو والدك . .
رجلٌ تهزّها الأرض هزاً وطأة قدميه . .
أبكيت محمداً يا إبن محمد . .
أبكيت سيّدة النساء . .
أبكيت أنجال الرجال . .
أبكيت من أبكاهُم الفراق . .
لوداع بانيها الديار . .
ذاك الذي أطلِق عليك إسمه . .
قبل أن ينام . .
وينام بعده راشد . .
واليوم يدفن تحت أرضه . .
أوّل راشد من بعد راشد . .
يا ويلها العنقاء . .
يا ويلها صاحبة العزاء . .
بالأمس وضعتك وليدها . .
واليوم تُلبسها ثوب الحداد . .
يا فاجعة دبي . .
يا عيداً لم يعد عيداً سعيداً . .
يا صبراً سندعوه لقلبها . .
يا قوةً سندعوها له . .
يا غافراً . .
رُحماك به . .
يا رحيماً . .
رفقاً بهم . .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)