خبيثات الأفكار

مزاجي اليوم غريب الميول .. تسكنني قارة من أوطان الجنون .. راودتني خبيثات الأفكار .. شيء من العبث مع بعض الغموض .. والعيب فيها كأنه معدوم .. لن أحتشم في سهرة المساء .. قراري أخذته بالمقلوب .. سأرتدي أبهى الفساتين .. عارية الأكمام فقيرة الطول .. سأضع اللاصقات زرق العيون .. وشعر المهرّج الأجعد الملتفّ بجنون .. سأصبغ الشفاة بالفرشاة والقشور .. رونق البرتقال يحلّي الخدود .. والكحل في عيني كأنني حتشبسوت .. سأمضي للأمام بعالي الكعوب .. لكنني أخاف أن يصيبني العبوس .. فطريق الحفلة مملٌ وطويل .. أمامي مقهى المغتربين .. خباثتي كأنها جالوت .. سأشعل الفتنة لإغواء البنون .. وأصطحب معي أوسم الشرقيين .. لكنني أحببت ذاك الغريب عن شرقيّتي .. برونزي البشرة إسباني الأصول .. سأرافقه لسهرة المدنيين .. بزيّه البسيط من مدريد .. وأتسلق معه رقاب المخضرمين .. هكذا تكون خباثة العقول .. يظنني سأسقيه النبيذ والخمور .. أو أنه سيلهو بالقمار والنقود .. لكنني أدخلته لعالم القصور .. أبهرته وفتنت باقي الحضور .. أفكار عقلي ذكرتني بهاروت .. سأسحر العقول بصنع الممنوع .. وأحضّر الجان في قاعة الحضور .. سأخاطب الأرواح لمعرفة المعقود والمسحور .. وأضحك الوزير ذو الوجه البشوش .. بريئة ابتسامتي شريرة المفعول .. سأضرب الأوتار لأثير الحاضرين .. وأعزف الناي للعاشق الحزين .. سأهمس للمتحابين أطلقوا التنهيد .. وأذكر الأمثال لأبيح المستحيل .. سأرسم على الجدران بأحمر الخدود .. وأرقص الفلامينغو ساعة الخروج .. أخبرتهم بأنني سأسكن الحقول .. وأزرع اليقطين لموسم الخريف .. هكذا أكون قد وصلت للمطلوب .. ومنحت نفسي فرصة الصعود .. أحبّني البرونزي وربحته بهدوء .. وتجارة اليقطين مكسب المليون .. هم يلعبون ويبذلون النقود .. وأنا التسالي تكسيني الألوف .. تعجبني أفكاري وأعجب بالردود .. حين تراودني خبيثات الفنون ..

ليست هناك تعليقات: