شيخ الكهول

ما أجمل اللّقاء في الصّباح .. مشتاقةٌ لسماع أخبار الرّفاق .. الكل يروي قصّة السرور .. وتقول إحداهنّ في حماس .. عندي لكم خبرٌ وفيه يقين .. كهلٌ يجول ويطلب التّزويج .. وما العجَب سألت في تنكير .. كل العجَائز تطلب التّزويج .. قالوا اصبري أمرٌ علينا جديد .. طاعنٌ فالعمر ستّ وتسعين .. خمسٌ وعشرون إبناً وحفيد .. وزوجتان عميٌ وأخرى قعيد .. شيخٌ وعيناه دائمة التّحديق .. خلف البناتِ وخلف أسوار البيوت .. ينظر هنا ، وهناك تأتِيه الوعود .. عجباً له كهلٌ ويخترق الأصُول .. ماذا بعد ، قالوا يريد نوادر الحديث .. يختار من بين النساء المستحيل .. لا للأرامل ولا للمطلقات نصيب .. لا عانسٌ يريدها إحدى عشرين .. قلت الجنون ومثله التخريف .. قالوا اصبري فالجار يعجبه الجميل .. لا ينتظر منّا عبارات الوعيد .. طلباته وشروطه تحتاج للتّركيز .. يريدها أنثى كزهرة التوّليب .. وصفها بين البنات فريد .. حنطيّةٌ ميّاسةٌ مقرونة القوسين .. بنت الحلال أصولها التشريق .. عيناك يا شيخ الكُهول تبيض .. واللّثة الملساء تنكرها الضّروس .. والأذن سمّاعاتها خلفيّة العقود .. وأنفك المعوُوج تنكره الجيوب .. ضغطٌ وسكّر وأزماتٌ وكوليسترول .. والرِّجل عرجاءٌ وعكّازٌ قصير .. متقوّسٌ متحدّبٌ وعظامه نخراء .. يهوى البنات ويطلب الشقراء .. عجباً لقولٍ كلّه تنكيس .. من يا تُرى أَلوم في تشديد .. الكهل ذو الجاه والمال الوفير .. أم إبنة العشرين من بيت الفقير .. من يا تُرى سيزوّج المفجور .. من ذا الذي سيبيع زنبقة الربيع .. المال عند البعض زينات الوجود .. والبعض لجل المال يبتاع النفوس ..

ليست هناك تعليقات: