متى تعود ..
لم ينتهي الصيف
لم تمتلئ الحياة بالبرد
لم تعزف الأسنان رجفات الشتاء
لم تحظى النساء بالأحضان
لم يطوِّق الشبان أحداً بالذراعان
لم نشتري المظلات
لم تُبللّ الضفائر والشوارب
ولم تعُد أنتَ ..
لهذا لم يسقط المطر
أعددت إبريقاً من الشاي
في جوفهِ حباتٌ من الهيل وبعض الحبق
جلست قرب نافذةٍ مغلقة منذ زمن
كثبانٌ من الغبار ترسمها
وبقايا مملكة كانت لعنكبوتٍ منتصر
باردٌ هو الشاي بين شفاهي
الوقت بطيئاً يمضي
ولم تعُد أنتَ ..
لهذا لم يمتزج بالشاي السكر
لست أدري كيف أبدؤها
كيف أكتبها المشاعر
ألملم الكلمات الهاربات من الدفاتر
أُسقط طفيليات النقط
قلمي الرصاص تبريهِ الذكريات
الممحاة تشكو نحيب الهجر
أوراقٌ تُمزّق وأوراقٌ تُحرق
ولم تعُد أنتَ ..
لهذا لم تكتمل الجُمل
انتهى موسمٌ وبدأ موسم آخر
طقوسٌ تقام وجنائز تُحضر
توالت الأعياد
ازدحمت الأجندة بالأحداث
حضرت كل الزيارات
هربت من الأمسيات والسهرات
المساءات تتبعها المُبكيات
ولم تعُد أنتَ ..
لهذا لم أرتدي ثوب المسرّات
أُحدِّث عنك الوسادات
تسترق السمع أغصان الشوارع
وجدران تلك الحارات
كل شيءٍ يأتيني دون عناء
تعود الحياة للبدر في الليلة الظلماء
يصحو لهيب النار النائم في بطن الرماد
تعود الشمس خِفيةً قبل الأوان
ولم تعُد أنتَ ..
لهذا لم تكتمل اللوحات
ألا يا غائباً لم يغادرني
رفقاً بغيمات المُقل
رفقاً بذاك المعذب بين أضلعي
رفقاً بأبيات الشعر
لُقياك حلماً يراودني
رغم ويلات الهجر
عاد الغائبين من حولي
ولم تعُد أنتَ ..
فـ متى تُراك تذكرني وينساني الحزن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق